أشارت رئيسة لجنة المرأة والطفل النيابية النائبة عناية عز الدين، خلال إحياء "حركة أمل" الذكرى السنوية لشهداء مجزرة قانا، إلى أن "دماء شهداء قانا شكلت فاتحة زمن التحرير، حيث تم ردع العدو وتقييد عدوانه وإلزامه بمنع الاعتداء على المدنيين، في سابقة لم يشهد لها تاريخ الصراع مع العدو الاسرائيلي، فيما أطلقت يد المقاومة ضد مواقعه ودورياته وجنده حتى أتى القطاف عام 2000 تحريرا ناجزا".
ولفتت إلى أن "المجزرة التي ارتكبها العدو بحق المدنيين في قانا هي جريمة موصوفة فالقتل تم في موقع للأمم المتحدة حيث لجأ الناس طلبا للأمن والأمان، والمقتولون هم عزل من نساء واطفال وشيوخ وأبرياء قتلوا عمدا في ظل صمت الجميع عن عجرفة العدو وطغيانه".
وأكدت عز الدين "تمسك لبنان باستخراج النفط والغاز دون أي نقص ولو بليتر واحد أو مكعب واحد من هذه الثروات"، مردفةً أن "الجهود التي بذلها رئيس مجلس النواب، نبيه بري، لأجل تثبيت حق لبنان بحدوده البحرية وضمان رفض أي صيغة تنتقص من هذا الحق"، وشددت على أن "هذا الموقف يجب أن يكون وطنيا جامعا لا لبس فيه ولا مهادنة عليه، وهو مظلل ومحمي بإرادة المقاومة وقوتها، وعلى كل العالم أن يحترم هذا الحق اللبناني ويعترف به لأنه السبيل الوحيد من أجل معالجة هذه المسألة".
وحذرت مضيفة: "لا يراهنن أحد على الزمن ولا على أي شكل من أشكال الضغوط، لقد قاتلنا عشرات السنين ولم نهادن ولم نتنازل حتى حررنا الأرض وتمسكنا بآخر حبة تراب، وما زلنا نطالب بمزارع شبعا أرضا لبنانية كاملة، وعليه فالموقف في المياه والثروات هو ذاته الموقف في الارض".
وذكرت النائبة، أن "المؤشرات الإيجابية التي ظهرت في الآونة الأخيرة وخصوصا بعد اتفاق المبادىء مع صندوق النقد الدولي وعودة المياه الدبلوماسية مع الاشقاء العرب وتحرك بعض المشاريع في الحكومة، المجلس النيابي سيلاقيها حكما كما قال بري بجهد خاص على صعيد التشريع والقوانين ومن أجل إقرار سلسلة من القوانين المساعدة والمطلوبة لأجل استكمال التعاون مع الجهات المانحة".
وتابعت أن "ذلك سيحصل ضمن قواعد ومسلمات في حفظ حقوق الناس وخصوصا المودعين، إضافة الى حقوق الدولة ومؤسساتها، بما يضمن التوازن بين القطاعات العامة والخاصة والشراكة الإيجابية بينها، والهدف يبقى إعادة إنعاش الدولة التي تستطيع حكما استعادة النهوض، وفي حال تعاون الجميع على وضع السياسات الاقتصادية الصحيحة موضع التنفيذ والتحول نحو الاقتصاد الانتاجي بدلا من الاقتصاد الريعي وفتح العلاقات على كافة الاتجاهات من اجل اقتصاد اكثر نشاطا وفعالية".
واعتبرت أن "لا أحد يسعى إلى تغيير أي نوع من أنواع الهوية اللبنانية بل على العكس، فحركة أمل قاتلت لأجل وحدة لبنان وكيانه كوطن نهائي لجميع أبنائه، وهي ضنينة بهوية لبنان وتعتبر أن من صلب هويته الاقتصاد المنفتح والمتنوع، ولبنان الصلة بين الشرق والغرب وكل الاتجاهات والنموذج والرسالة والتميز".
وشددت على "تصميم حركة أمل وكتلة التنمية والتحرير على السعي لمعالجة المشاكل التي يعانيها الناس والعمل على تذليل العقبات، لأن هذا الدرب هو درب الامام موسى الصدر الذي نهض لاجل الناس واطلق صرخته الشهيرة في وجه تقصير الدولة وتهميش الجنوب معلنا ثورة المحرومين على الفاسدين والمتسلطين واصحاب القلوب المتوحشة، ولا يمكن لابناء موسى الصدر إلا أن يحملوا هذه الراية، راية الدفاع عن حقوق الناس وتحقيق العيش الكريم لهم".
وأوضحت عز الدين أن "المعركة اليوم هي معركة وعي يريد البعض من خلالها التسلل عبر آلام الناس وأوجاعهم لكي ينتقم من الانجازات ويعود بعقارب الساعة الى الوراء ويفتح الطريق أمام خيارات ليست من قناعة الجنوبيين، وهناك من يعمل من أجل نسيان دماء الشهداء وعطاء المضحين والتنكر للتاريخ المقاوم وليفتح الطريق نحو مشاريع التطبيع وإضعاف القوة المتمثلة بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة".
وحذرت "ممن يحاولون إخفاء حقيقتهم وحقيقة نواياهم عبر التلاعب بمشاعر الناس وعقولهم"، لافتة الى "كلام يظهر من خلال زلات اللسان وينم عن حقد وكراهية دفينة للجنوب والجنوبيين".
وسألت: "كيف لمن لا يعتز بتاريخ الجنوبيين أن يكون أمينا على قضايا الناس؟ وكيف لمن يعادي مبادىء واخلاق الجنوبيين ان يكون لصيقا بهمومهم؟"، داعيةً إلى "قطع الطريق على أحصنة طروادة التي تأتي بأشكال مختلفة ومسميات متعددة بهدف ضرب وحدة الجنوب وعناصر قوته".
وختمت بالتأكيد على "أهمية وحدة الشعب الفلسطيني التي تشكل المعبر الاساسي لمواجهة الاعتداءات التي يرتكبها العدو الاسرائيلي ضد المرابطين في الاقصى"، داعية الى "أوسع دعم وتضامن عربي ودولي كي لا يترك هذا الشعب وحيدا في فم التنين، والمسؤولية كبيرة على المؤسسات الدولية التي يجب أن يكون لها موقف واضح مما يجري هناك حيث يعتقل الاطفال والنساء والشيوخ ويقتلون على الطرقات بدم بارد".